الشعر يعمِّق الحياة فيجعل الساعة من العمر ساعات ، و إنَّ التصوُّر لهو خير عون يطفئ صهد العشق فينا ؛ عشق الوطن و عشق للإحساس و شاحذ للرغبة أو للنفي. الشاعرة : " ميادة أحمد أبو عيش " ابنة حلب البارَّة و حفيدة القبّاني ، نشأت في أسرة عمادها الثقافة و الوعي ، عملت كمربية أجيال لسنوات عدَّة حققت من خلالها ولادات لجيل واع ينطلق نحو هدف بناء مجتمع متكامل . ساقتها رياح الحرب في سورية لتركب مركب رحلة التغريب ,فكان القلم ونيسها في الغربة والورق صديقها الودود. الشاعرة " ميادة " لا تكتب الشعر فحسب بل ترسم أنوثتها و عفويتها بكلمات و صور شعرية فريدة ، و في لحظة أثيريَّة يطير بنا شِعرُها إلى عوالم تنضح جمالاً و تلقائيَّة و صدقاً ، ثمّ يعيدنا إلى حياتنا اليومية و يعود بنا ليهطل رذاذاً بلوريَّاً من الصور الشعريَّة الحبيب وعشق الحياة . اللّغة الشعريَّة في ديوان الشاعرة " شهقات الجوى " تحيل إلى دلالات متعددة فيما يشبه الانفتاح النصيّ على آفاق مشرَّعة في وجه التأويل ؛ ولذلك كانت النصوص تنتج أثراً جماليّاً مضاعفاً ، ويرتدّ ذلك إلى خصوصيّة التعبير الشعريّ الذي يميل في هذا الديوان إلى الكثافة والالتباس الدالين فيما يشبه انزلاق العلامة اللغويّة عن معانيها المرجعيّة ، و يظهر ذلك بوضوح في اشتغال الشاعرة على توظيف لغة البديع و بلاغة البيان . ديوان " شهقات الجوى " للشاعرة : ميادة أحمد أبو عيش ، هو لغة الروح للروح في ثنايا كلّ قصيدة منه شهقة إبداع .
بقلم الأديبة : ديمه العاشور